أسبـــــــــاب الفقريعدّ الفقر نتيجةً لعدم تكافئ الفرص، والتفرقة بين النّاس في الحقوق والواجبات؛ فمثلاً هناك أناس لهم حقوق أكثر مقابل التزامات أكثر، ويعتبر الفقر أيضاً نتيجةً للعنصريّة الجغرافيّة، والعنصريّة البشريّة؛ بمعنى أنّ هناك إقليم في بلد ما يتميّز عن الآخر في العناية به والخدمات الّتي يتمتّع بها، وإقليمٌ آخر لا يوجد به أيّ اهتمام في الخدمات، وهي لا تتناسب أيضاً مع أهميّة الإقليم وحجمه.
|
ويعود السبب في ذلك الخلل بين الأقاليم إلى أنّ السّلطات الّتي تتولّى الحكم لا يهمّها إلا بقاءها في الحكم؛ فهي تفقد الإحساس بالآخر، وكأنّ رئيس الدّولة يعطيها( حقن بنج) ليخدّرها فتفقد الإحساس بالآخر ، وتميل التربية في العالم العربي اليوم إلى الذاتيّة والأنانيّة؛ فهم تربّوا على انعدام الإحساس بالآخر إلّا هم وأولادهم، ويعتبرون الباقين حشراتٍ أو كائناتٍ اختارها الله عزّ وجل لخدمتهم، ويُعدّ ( حق التميز )هو شغلنا الشاغل .
|
تتردّد عبارات كثيرة على لسان بعض النّاس كأنا العالم، وأنا الأناقة، وأنا المثقّف ذو المعرفة؛ وهذا يعتبر غروراً، ولكنّ البعض يسمّونه ثقة بالنّفس، وهذا مفهوم خاطئ لأنّ صاحب العبارة فاقدٌ الإحساس بالآخر، ولا يعرف شيئاً إلّا نفسه ومصالحه، وهذه تربية غير إسلاميّة. والكثير يطالبون الإنسان العربي بالإحساس بالحيوانات!! فكيف يحسّ بهم وهو فاقدٌ الإحساس بأخيه الإنسان.
|