الفــــــقر
لقد تطور مفهوم الفقر تطوراً تاريخياً، وهو يختلف اختلافاً شاسعاً من حضارة إلى حضارة، والمعايير التي تستخدم في التفرقة بين الفقراء وغير الفقراء، هي معايير تجنح إلى كونها تعكس مفاهيم معيارية خاصة بالرفاهة والحقوق.
جاء في تقرير التنمية في العالم 1990م: "يعرّف التقرير الفقر بأنه عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة". كما يُعرف الفقر الآن بأنه "عدم القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية". وكما أن للفقر مفهوماً نسبياً، فإن له مفهوماً مطلقاً، ولكل مفهوم معنى مستقل. إذ الفقر المطلق هو "حالة من الحياة محددة بالجهل وسوء التغذية والمرض وارتفاع مستوى وفيات الأطفال وانخفاض فترة الحياة إلى حد أقل من أي تعريف رشيد لحد الكفاف"، فسوء التغذية يسحب طاقاتهم ويهاجم أجسامهم ويقصر من حياتهم، والجهل يغلق عقولهم ويقفل مستقبلهم، والأمراض تهاجم أطفالهم، والقذارة والتلوث تحيط بيئتهم، فكل مباهج الحياة المتاحة تصبح مستحيلة بالنسبة لهم، إذ ليس في مقدورهم سوى مجرد مجهودات للبقاء على قيد الحياة.
|